الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة6 يناير 2020 15:36
للمشاركة:

تقدير موقف: ما بعد سليماني.. حدود الرد الإيراني وأشكاله

نشر مركز الجزيرة للدراسات تقدير موقف بعنوان “مابعد سليماني: حدود الرد الإيراني وأشكاله”، تحدث فيه طبيعة الضربة التي تلقتها إيران باغتيال قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني، بالإضافة لعرضه عدّة سيناريوهات لشكل الرد الإيراني، إليكم التفاصيل:

كان فجر الجمعة، 3 يناير/كانون الثاني 2020، ثقيل الوقع على إيران، فقد تلقت ضربة موجعة بمقتل مهندس نفوذها الخارجي، ورجلها القوي، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، في غارة جوية على مطار بغداد بأمر من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. وقُتل إلى جانب سليماني نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس، وشخصيات أخرى عراقية وإيرانية. 
تصفية سليماني تجعل إيران تشعر بأنها مكشوفة بعد أن انهار الردع الذي كان يمنع الولايات المتحدة من المواجهة المباشرة وتفادي استهداف القيادة الإيرانية، وستواجه القيادة الإيرانية أسئلة: إذا لم نرد على تصفية سليماني ستشعر الإرادة الأميركية بالقدرة على تكرار ذلك دون خشية من العواقب، فما هو الرد المناسب لاسترداد الردع؟ وما شكل الرد الملائم حتى لا يؤدي إلى مواجهة شاملة قد تقضي على نفوذ إيران بل قد تشل السير الطبيعي لإيران نفسها؟ وكيف توظف إيران الرد على تصفية سليماني لتعزيز نفوذها وإزاحة العوائق التي تقف في وجهها؟

ضربة في قلب النظام

لعل طبيعة الملفات التي كان يديرها سليماني تعطي مؤشرًا واضحًا على حجم الدور الذي كان يقوم به، كما أنها تقدم مؤشرات عن شكل وحجم الرد الإيراني مستقبلًا، وتؤذن بتغير واضح في قواعد الاشتباك والخطوط الحمراء المرسومة في علاقة الصراع الإيراني-الأميركي.

يعد سليماني الصانع الحقيقي للنفوذ الإيراني الخارجي، الذي جعله من الشخصيات الرئيسية في النظام، ويعد اغتياله ضربة موجهة للجانبين معًا، أي النفوذ وبنية النظام، وتفرض على النظام الإيراني إعادة الاعتبار للردع القائم مع الولايات المتحدة، وهو تجنب استهداف القيادة الإيرانية في مقابل تفادي إيران استهداف الشخصيات الأميركية، وستضطر إلى إعادة الاعتبار لهذا الردع حتى لا يكون اغتيال الولايات المتحدة لسليماني سابقة، توحي بأن بمقدورها تكرار الاغتيال دون عقاب.

للإطلاع على المزيد

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: