الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة26 ديسمبر 2019 11:23
للمشاركة:

هل ستنجح أميركا في تقويض نفوذ إيران في العراق ولبنان؟

نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية مقالًا يوم الثلاثاء 24 كانون الأول/ ديسمبر 2019، للدبلوماسي الأميركي السابق دينيس روس والباحثة دانا سترول، ناقشا فيه دوافع غضب المتظاهرين في العراق ولبنان. رأى الكاتبان أن غضب المحتجين في البلدين موجهٌ ضد نخبهم السياسية وكذلك ضد النفوذ الإيراني، وأن المتظاهرين هناك “يربطون أوضاعهم المزرية بنفوذ إيران الفاسدة”.
وقال الكاتبان: “إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنظر إلى تطورات الأحداث في العراق ولبنان، إلى جانب احتجاجات البنزين الأخيرة في إيران، بأنها تثبت نجاح حملة الضغوط القصوى ضد طهران”، وأضافا بأن إدارة ترامب مقتنعة الآن بأن تكثيف العقوبات سيجبر إيران على الاستسلام والسعي إلى إجراء مفاوضات بحيث تكون أكثر استعداداً لتقديم تنازلات على صعيد برنامجها النووي وسلوكها الإقليمي.
وأشار الكاتبان إلى تشكيك منتقدي ترامب بنجاح سياساته في التعاطي مع إيران، حيث يرون أنها ستدفعها إلى التصعيد بدلًا من الاستسلام. ويتابع المقال بأن إدارة ترامب وكذلك خصومها لم يقدموا اقتراحات مقنعة حول كيفية التعاطي مع التطورات الأخيرة في العراق ولبنان، ويلفت الكاتبان إلى أن “الدعم الكلامي” الذي تقدمه إدارة ترامب للمتظاهرين في العراق ولبنان ودعوتها للأجهزة الأمنية هناك إلى عدم الإساءة للمتظاهرين، يعكس سقف توقعاتها بمخرجات هذه الاحتجاجات الشعبية.
وسلّط روس وسترول الضوء على فكرة استغلال طهران التعثر الأميركي وتراجع نفوذ واشنطن في المنطقة، من أجل توسيع نفوذها، وخلصا إلى أن إيران تمكنت من السيطرة على الزعماء والحكومات في ثلاثة دول هي، العراق وسوريا ولبنان. ووفق الكاتبين لم يقدم صناع السياسة الأميركيين استراتيجية فاعلة من أجل دحر النفوذ الإيراني. غير أنّهما اعتبرا أن إيران تواجه “رد فعل عنيف” الآن في كل من العراق ولبنان، وكذلك في الداخل الإيراني. وتابعا بأن اسم إيران اصبح يرتبط اليوم بالفساد وغياب المحاسبة والحكومة المستبدة والعنف ضد المتظاهرين. كما أردفا بأن “قادة إيران لم يقدموا للمواطنين في لبنان أو العراق أيّ شيء حقيقي”.

سياسة “الضغوط القصوى” على إيران تفشل في تحقيق أهدافها الأساسية.. ما الدلائل؟

وأضاف الكاتبان بأن إيران لا تمتلك الكثير من الأدوات في الوقت الحالي، وبالتالي فمن المفترض أن تتمكن واشنطن من التنافس بفاعلية أكبر معها. كما شددا على ضرورة إقرار الإدارة الأميركية إجراءات حديثة غير فرض العقوبات في تعاملها مع إيران، وأوضحا بأن السياسة الأميركية يجب أن تستند على تمييز ما يمكن لواشنطن تقديمه إلى المنطقة.
ويوصي المقال الكونغرس الأميركي بأن يتحرك في حال عدم قيام إدارة ترامب بحشد الدعم الجمهوري والديمقراطي لتغيير السياسة المتبعة في التعاطي مع إيران. كما توقع الكاتبان بأنّ أحد الخيارات هو “تقديم عرض شراكات استراتيجية مع الشعبين اللبناني والعراقي من خلال العمل التشريعي”. ولفتا في هذا السياق إلى ضرورة تحديث الشراكة الأميركية العراقية لتعميق الالتزامات المنصوص عليها بموجب اتفاقية “الإطار الاستراتيجي” التي ابرمت بين الجانبين في عام 2008.
وعلى الصعيد اللبناني، أشار الكاتبان إلى اتفاق أميركي لبناني جديد قد يرسم خارطة طريق للمشاركة الثنائية تذهب أبعد من التركيز بشكلٍ اساس على الجيش اللبناني. وشدّدا في الوقت ذاته على ضرورة أن تأتي الخطوات والتعليمات من الكونغرس الأميركي، إذ أن إجراءات الكونغرس غير مرتبطة بموعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، وأكّدا على أن هذه العروض المقدمة من الكونغرس لبناء الشراكات الاستراتيجية لا بد من كونها مشروطة باختيار القادة والحكومة في كل من لبنان والعراق، وتحقيق جزءٍ من مطالب المحتجين هناك، وتابعا بأن الكونغرس يمكنه تقديم إطارٍ لشراكة تستجيب لمطالب المتظاهرين وليس فقط تقديم التمويل أو الدعم الكلامي لهم، غير أنّهما دعيا في الوقت نفسه إلى أن تشمل التشريعات إعداد تقارير إلزامية وتحديد معايير للإصلاحات، وكذلك عملية تقييم لتطبيق الإصلاحات، ولفتا إلى أن تقديم التمويل والمساعدات يجب أن يكون مطروحًا على الطاولة، ولا سيما من أجل دعم الإصلاحات في الوزارات المدنية، معتبرين أن واشنطن يمكنها تقديم ما لا تستطيع إيران تقديمه على صعيد التبادل العلمي والتعليمي والتجاري والتكنولوجي، وأن المتظاهرين في العراق ولبنان يبحثون عن هذه الفرصة.

قلقٌ إيرانيٌ جراء الاحتجاجات في العراق ولبنان.. كيف ستتعاطى إيران مع أزماتِ حلفائها؟
جاده ايران تلغرام
للمشاركة: