الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة9 ديسمبر 2019 08:00
للمشاركة:

منطلق تقارب الدول والجماعات الإقليمية مع إيران سياسي أم ديني؟

قالت مجلّة “فورين بوليسي الأميركية” إنّ علاقات إيران مع حلفائها في المنطقة أقوى وأعمق مما تفهمه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتعليقاً على العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران لمنعها من تمويل حلفائها، نقلت المجلّة عمّن وصفته بعضو رفيع في الحرس الثوري قوله إن حلفاء إيران في المنطقة ليسوا مرتزقة، أي إنهم لا يقدمون الولاء مقابل المال، مضيفاً أنَّ الأميركيين يفهمون الأمر على هذا النحو لأنهم هم اعتادوا على كسب الولاء من خلال هذا الأسلوب.
وتؤكد المجلّة أنه سيستمرّ تدفّق السلع والأموال والأشخاص بين إيران وحلفائها برغم عقوبات ترامب، وهي أمور تتحرّك بتنسيق من مؤسسات لا ترتكز على استثمارات ضخمة بل على علاقات وصداقات تُنسج في كل اتجاه.
وتذكر المجلّة أنه تاريخياً، تتمدد الروابط بين إيران والعراق والشام لأجيال، وقد غذّتها طرق التجارة والحج فضلاً عن المعاهد الدينية، مما يدلّ على أنّ المجتمعات والأسر بين هذه المناطق قد سافرت بسلاسة وعاشت وتحدثت وأوجدت روابط ثقافية واجتماعية في ما بينها.
وهنا تلاحظ المجلّة أنّ صنّاع السياسة في واشنطن يسيئون فهم طبيعة هذه العلاقات، معتبرين إياها أنها تتعلّق فقط بالمذهب الشيعية كعقيدة دينية تقليدية.

وتستدلّ “فورين بوليسي” بوجهة نظرها هذه بالقول إنه لو كان ما يربط بعض الجماعات بإيران هو الانتماء الديني فقط، فلن يكون لإيران علاقات وثيقة مثلاً مع فصائل فلسطينية معيّنة، ولا مع مجموعات كردية عراقية مثلاً.

وتنصح المجلّة بتفكيك الافتراضات الحالية الموجودة بشأن هذه العلاقات، إنّ كان هناك من نية لفهم كيف أنّ البحث السياسي عن السيادة، لا السعي الدنيوي للحكم الديني، يؤدي إلى تقرّب البعض في منطقة الشرق الأوسط من إيران.

حتى في داخل إيران، تشير “فورين بوليسي” إلى أن أبحاثاً جديدة تظهر أنّ ما دفع الإيرانيين لدعم ثورة الخميني بشكل جماعي عام ١٩٧٩، كان الرغبة في التخلّص من الدكتاتورية في البلاد، وتنقل عن إيرفاند أبراهميان، التي تصفه بالمؤرخ البارز للبلاد، قوله إن هذه الثورة يجب أن يُنظر إليها على أنها استمرار للنضال الوطني من أجل التحرر الذي توقف عام ١٩٥٣ من خلال انقلاب دبرته واشنطن.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: