الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة19 نوفمبر 2019 11:26
للمشاركة:

إنترسبت: القصة الكامنة خلف الوثائق الإيرانية

نشر موقع «ذا إنترسبت» تقريرًا لبيستي ريد، رئيس تحرير الموقع، وفانيسا جيزاري، وروجر هودج، نائب رئيس تحرير الموقع، سلطوا فيه الضوء على الوثائق السرية التي تظهر تورِّط إيران في التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، والشراكة التي جمعت بين «ذا إنترسبت» و«نيويورك تايمز» حول نشر هذه الوثائق التي وصلت إليهم عبر مصادر مازالت مجهولة حتى الآن.

استهل الكتّاب تقريرهم بالقول إن «المصادر قالت إنهم أرادوا أن «يخبروا العالم بما تفعله إيران في بلدهم العراق»، فأرسلوا تقارير استخباراتية سرية صادرة عن وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية والتي حصل عليها موقع «ذا إنترسبت»، لكنهم لم يفصحوا عن هويتهم. ويشير الكتاب إلى أن هذا التسريب لم تشهده إيران من قّبل، لأنها بلد يتمتع بحكومة تحيط بها السرية للغاية ووكالات تجسس تحرس معلوماتها السرية بحرص.

ما عمق الشعور المعادي لإيران في العراق؟

ويضيفون “في الشهور التي تلت حصولنا على هذه التقارير الاستخباراتية، المكتوبة بأسلوب بيروقراطي ومبهم للغاية، قمنا بترجمتها من الفارسية إلى الإنجليزية ثم طابقنا بين الترجمات. وبمجرد وقوفنا على أهمية الوثائق -تُدرج الوثائق تفاصيل عمليات وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية في العراق على مدى الفترة من أواخر عام 2013 حتى مطلع عام 2015 وتتضمن تقارير صادرة عن أصول إيرانية على أعلى مستويات الحكومة العراقية- اتصلنا بصحيفة نيويورك تايمز واقترحنا شراكة في تقديم التقرير. ويُعَد المقال الذي نشرناه بالشراكة مع نيويورك تايمز نتاج شهر من التعاون، تحقق فيه مراسلو إنترسبت ونيويورك تايمز من صحة الوثائق وأجروا مزيدًا من التقارير لوضعها في سياقها”.

الكتاتب أوضحوا أن احتواء التقارير الاستخباراتية الأولية على كميات ضخمة من المعلومات الشخصية الحساسة، دفعهم لنشر مقتطفات موجزة فقط مع المقالات. كما بيّنو أنهم لا يزالون يقيمون وثائق أخرى، وسيعرضونها إلى جانب مقتطفات ذات صلة في حال تبيّن أن تلك الوثائق المتبقية تصلح للنشر.

وكشف الكتاب أنه “بالإضافة إلى تقديم نظرة ثاقبة في عمليات التجسس التي تجريها إيران واستراتيجياتها في إدارة السياسات العراقية والكردية، تحدد الوثائق التاريخ السري للحرب ضد «الدولة الإسلامية» وتكشف عن الطرق المفاجئة التي غالبًا ما تكون متَّسِقة مع المصالح الإيرانية والأمريكية في ذاك الصراع. وتحكي قصة الوثائق فصلًا مهمًّا من قصة أكبر وهي: كيف أعطى الدمار الذي أعقب غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003 إيران فرصة ذهبية لبناء نظام سياسي واجتماعي هناك كان أكثر ملائمة لمصالحها”.

اختتم الكتّاب الثلاثة تقريرهم بقولهم: «بالفعل، تُظهر هذه التقارير الاستخباراتية مواجهة إيران للعديد من نفس التحديات التي أرَّقت الولايات المتحدة خلال حربها للسيطرة على العراق المضطرب أثناء الاحتلال العسكري الأمريكي. وفي الوقت الذي واصلت فيه الولايات المتحدة ممارسة نفوذها عقب الانسحاب الرسمي لقواتها عام 2011، كانت إيران، بشبكات جواسيسها وأصولها الواسعة، هي التي تلاعبت بالسياسات العراقية ببراعة، فشكّلت هياكل السلطة وزرعت قيادات لا تزال في مناصبها حتى يومنا هذا. ووفقًا لهذا التغيير، فإن تحرك عراقيي اليوم الذين يسعون إلى إحكام السيطرة على حكومتهم الخاصة وطرد التأثير الخارجي أصبح له تركيز رئيس جديد: إيران».

هل ربحت إيران الصراع على مستقبل الشرق الأوسط؟
جاده ايران تلغرام
للمشاركة: