الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة11 نوفمبر 2019 15:32
للمشاركة:

إيران والغرب: هكذا صقلت إيران عقيدتها الاستراتيجية

نشر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية تقريراً عن العقيدة الاستراتيجية الحالية لإيران ومنذ انتهاء الحرب الإيرانية – العراقية ثمانينيات القرن الماضي، مسلّطاً الضوء على تطوّر القدرات الأمنية الاستطلاعية والقدرات العسكرية لهذا البلد من أجل تلبية المتطلّبات الجديدة.
بحسب المعهد، شكّل السلوك الإيراني في العراق بعد الاحتلال الأميركي لهذا البلد ركيزة أساسية في النظرة الاستراتيجية الإيرانية الجديدة، حيث اعترف الإيرانيون ضمنياً بالضعف العسكري التقليدي لديهم، وتجنّبوا المواجهة المباشرة مع أعدائهم الأميركيين الأقوياء، مركزين على استخدام الوكلاء غير التقليديين.

يضيف المعهد أنه بالاعتماد على خطوط لوجستية غير مقيّدة، صدّرت طهران مجموعة من المحنّكين نسبياً من العراقيين المقيمين في إيران، وطوّرت لنفسها هناك أول كيان عسكري بعد حزب الله في لبنان.
ورأى المعهد أنّ الانهيار السريع للاستقرار السياسي في العراق بعد الاحتلال الأميركي، إلى جانب عدم وجود استراتيجية غربية لمنع التدخل الإيراني في هذا البلد، سمح لطهران بالتلاعب بالتطور السياسي لدولة عربية مجاورة.
وبحلول عام 2011، ترسخت القوات الإيرانية وحلفاؤها داخل الأراضي العراقية، وما لبث المجتمع الدولي أن اعترف بنفوذ طهران هناك بحسب وصف هذا التقرير.
عام 2011، شعرت إيران بتهديد بخسارة حليفها الذي يؤمن لها الطرق اللوجستية لدعم حزب الله في لبنان وسوريا. علاوةً على ذلك، كانت شدة الحرب الأهلية السورية تتحدى العقيدة العسكرية الأكثر ملاءمة لصراع منخفض الكثافة.

هل ربحت إيران الصراع على مستقبل الشرق الأوسط؟

ومع ذلك، فقد أتاحت قناة لوجستية غير مقيّدة توفر بدائل جيدة على شكل جسر جوي، وكان هذا في ظل غياب أي جهد غربي لمنع عمل الإيرانيين في سوريا في وقت كان الملف النووي يدخل مفاوضات ساخنة، وظهر مع الوقت أنّ طهران تستطيع تحقيق أهدافها من دون التخلّي عن مبادئها العقائدية الأساسية.
ويروي المعهد كيف تعامل الحكم في إيران مع بداية الانخراط في سوريا، حيث قدم الرواية المحلية لتخفيف حدة أية معارضة داخلية لهذا الانخراط.
في البداية، قامت وسائل الإعلام والمؤسسات الدينية الخاضعة لسيطرة الحكم بإخفاء مسألة المشاركة بما يحصل في سوريا، أو حصرها بحماية المجتمع الشيعي في ذلك البلد وأضرحه من الجماعات المسلّحة التي حاولت استهدافها..
ويشير المعهد إلى أنه على الرغم من استنزاف الموارد الإيرانية داخل سوريا، إلا أنّ المعارضة الداخلية لم تصل إلى النقطة التي يحتاج فيها القادة الإيرانيون إلى التفكير في حل وسط بشأن الأهداف الحاسمة، ناهيك عن التفكير بالانسحاب من الصراع.

أما بشأن ما حصل في اليمن، فقد اعتبر المعهد أنّ السقوط غير المتوقع للعاصمة صنعاء عام 2014 سمح لإيران أن تلحق بالسعودية والإمارات الأضرار، وذلك لأول مرة منذ الثورة الإسلامية عام 1979، أيضا بغياب رد الفعل الغربي.
ومرّة أخرى، وفق المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فقد تمكّنت إيران من إنشاء قناة لوجستية غير مقيّدة، وإن كانت أقلّ كفاءة من سابقاتها، عبر تقديم مستشارين وأموال وتكنولوجيا الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة، مما أدى إلى تغيير كبير في مسار الصراع بين حركة أنصار الله اليمنية والسعودية.
ويخلص المعهد للقول إنه ليس هناك دولة نشطة أو فعالة، كما إيران في النزاعات الإقليمية في العصر الحديث، حيث أنّ قائمة الإجراءات التي اتخذها الإيرانيون ضد أهداف إقليمية تعتبر قائمة طويلة وتتضمن: هجمات سيبرانية، هجمات بحرية في البحر الأحمر، هجمات صاروخية وطائرات من دون طيار وكانت ضد السعودية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: