الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة11 نوفمبر 2019 09:21
للمشاركة:

تبادل المعتقلين بين إيران وأميركا إلى الواجهة مجددا.. اتفاق غير معلن أم تفاوض صريح؟

جاء تلميح الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، خلال مؤتمره الصحفي الأحد، إلى موضوع العالم الإيراني المحتجز في السجون الأميركية مسعود سليماني، ليثير من جديد ملف تبادل المعتقلين بين طهران وواشنطن، والذي يعتبره البعض الممر الأسهل لبدء إيران وأميركا ترميم جدار الثقة المتهاوي بينهما منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979.

هل إيران وأميركا على طريق مفاوضات جديدة؟

تصريحات موسوي جاءت بعد أن أعرب رئيس جامعة “تربيت مدرس” الإيرانية محمد تقي أحمدي، لوكالة “فارس”، بأن السلطات القضائية الأميركية وصلت إلى المراحل النهائية للبت بموضوع اعتقال سليماني، مرجحا الإفراج عنه إثر جهود بذلتها “الجامعات الأميركية” التي تابعت قضيته، وتحويلها إلى قضية إنسانية، حسب تعبيره.
يذكر أن الأكاديمي مسعود سليماني كان قد سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية لإجراء بحوث تخصصية ضمن برنامج زمالة، وقالت جامعة “تربيت مدرس” أنه تقدم بطلب لشراء مادة كيميائية لاستخدامها في فحص الدم، وهو ما تسبب باعتقاله، فقد اتهمته الولايات المتحدة الأميركية بمحاولة خرق العقوبات.
هي ليست المرة الأولى التي يدور فيها الحديث عن صفقة تبادل معتقلين لدى الطرفين، فقد حصلت مرة بوساطة عُمانية عام 2009 لتكون تلك البادرة الحسنة واللبنة الأولى في بناء جدار الثقة المتهاوي بين إيران وأميركا كما وصفها البعض، والتي أفضت إلى الاتفاق النووي عام 2015 بين إيران والدول الست الكبرى.

تفاصيل مفاوضات التبادل التي دارت عام 2009، عبر كتاب نهاية عداوة، أوباما، إيران، وانتصار الدبلوماسية

وفي مطلع حزيران/ يونيو الماضي أفرجت طهران عن اللبناني الذي يحمل الإقامة الدائمة الأميركية نزار زكّا، بعد أن اعتقلته عام 2015، وحكمت عليه آنذاك بالسجن عشر سنوات بتهمة التجسس والتعاون مع أميركا. الإفراج عن هذا الأخير جاء بعد بذل جهد دبلوماسي لبناني- إيراني، دون ظهور أميركا في الصورة، فرُبطت هذه المبادرة الإيرانية بالشرط الخامس من قائمة الشروط الاثني عشر الأميركية، فقد قالت واشنطن إنه على إيران أن تنفذها قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع أميركا، وجاء في نصه أنه “على طهران إخلاء سبيل كل المحتجزين من أميركا والدول الحليفة لها، الذين تم توقيفهم بناء على اتهامات مفبركة أو فقدوا في أراضي إيران”.
المسؤولون الإيرانيون وإن كانوا رفضوا الشروط التي أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بشكل كامل، لكن ما يبدو من الحديث عن احتمال إطلاق سراح مسعود سليماني بعد مرور عام على تحديد هذه الشروط، أن طهران قد تكون اختارت البند المذكور سلفاً ليكون فرصة لحلحلة بعض الملفات العالفة وربما لترميم طريق الحوار مع الإدارة الأميركية، والجدير بالذكر أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف كان قد أعرب عن استعداد بلاده للحوار مع أميركا بشأن تبادل السجناء.

ما هي قصة اللبناني نزار زكا في إيران.. كيف اعتقلته طهران وبماذا اتهمته؟

لم يكن إعلان ظريف هو الوحيد، فقد كشف الرئيس حسن روحاني عن إجراء مفاوضات لمرة واحدة مع إدارة نظيره دونالد ترامب حول تبادل السجناء، بيد أنها لم تفض لنتيجة تذكر، بحسب روحاني نفسه.
على ضوء ما سبق، يمكن القول إن إيران وأميركا تهتمان بمسألة تبادل المعتقلين تزامنا والتصعيد المتبادل باستخدام وسائل ناعمة في حين وخشنة في حين آخر، ولربما يكون هذا الطريق أسهل من غيره لتحقيق منافع لكلا الطرفين لاحقا.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: