الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة10 نوفمبر 2019 19:37
للمشاركة:

إيران تاغ: غاضبون يهاجمون “روحاني” في مسقط رأس “خاتمي”

ماذا حدث مع روحاني في مسقط رأس خاتمي؟

لم تمض دقائق على انطلاق كلمة الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال زيارته إلى محافظة يزد صباح اليوم الأحد حتى تغير منحى خطابه تحت ضغط شعارات مناهضة لسياسات حكومته المعتدلة رددها حاضرون في المكان، فانتقل من ملفات السياسة الخارجية إلى الداخلية، معرجاً تارةً على إنجازاته، وتارة على ملفات فساد خصومه في الداخل الإيراني، لينهي كلمته بتحية لافتة وجهها للرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، رغم أن قرار حظر ظهور هذا الأخير في وسائل الإعلام أو ذكر اسمه فيها، لم يُعلن عن إلغائه بوضوح ولا بشكل رسمي، فلاقت هذه التحية تفاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل إيرانيين استخدموا وسما باسم #يزد، كما تفاعلت أنباء الشعارات المنتقدة للرئيس بشكل كبير على ذات المواقع.

الأطراف الأصولية في المدينة والتي تنتقد سياسات الحكومة، كانت قد استعدت لاستقبال روحاني والوفد الحكومي المرافق له بطريقة مختلفة، فوقّع مئات من أهالي المدينة عقب صلاة يوم الجمعة على لائحة اعتراضية تستنكر زيارة الرئيس، متسائلين فيها عن سبب قدومه إلى يزد

وأعاد الجمهور طرح سؤالهم هذا بصوت عال أثناء زيارة روحاني، فخرجوا عن المألوف هذه المرة بترديد شعارات وصفت الرئيس بالكاذب

حسب تقرير لإيرنا بلاس، فإن الشعارات المعارضة لحضور روحاني قادتها مجموعة طلابية منظمة، كانت قد أعلنت مسبقاً عن رفضها لاستغلال روحاني زيارته ليزد سياسياً، مطالبة في بيان اعتراضي بقية الجماهير بعدم السكوت عن حق الشعب وتحسين الأوضاع بالعمل لا برفع الشعارات وحسب.

الرئيس الإيراني حاول بالمقابل تدارك الوضع الذي تحول إلى احتجاج من قبل معارضين له، فأعرب عن اكتشاف حقل نفطي في خوزستان جنوب غربي إيران، يحتوي على مخزون نفطي يقدر ب 53 مليار برميل، وتوجه بالشكر للشعب الإيراني، وأعاد التذكير بمنجزات قديمة، ومع ذلك فإن المعترضين رددوا شعارات اعتراضية قالوا فيها “التضخم، الغلاء، أجبنا يا روحاني”

بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي سخروا من الإنجازات التي ذكرها روحاني واعتبروا أنها غير واقعية وبلا تأثير أمام الواقع المرير لظروف الشعب.

الطيف الأصولي في المدينة أيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي الشعارات التي رُفعت ضد الرئيس، فكتب سيد مهدي هاشمي زاده أن يزد أثبتت أن الشباب الإيراني واع، ومدرك لما يجري، وبأن المدينة التي افتخرت بالتيار الإصلاحي يوما، لم تعد كذلك وأصبحت اليوم تطالب ب “إصلاح الإصلاح”، فمدينة يزد هي مسقط رأس الرئيس الإصلاحي الأشهر محمد خاتمي

روحاني كذلك قرر إطلاق تصريحات ضد السلطة القضائية، وهو ما كان بمثابة هجمة مرتدة أمام الجمهور الذي لوح بعض أفراده بالمفاتيح، في إشارة لشعار “المفتاح” الذي يمثل وعود روحاني الانتخابية، فانتقدوا كل وعوده التي لم تتحقق، فلم يتوان الرئيس عن انتقاد السلطة القضائية التي لم تتابع بشفافية ملفات الفساد المالي المرتبطة بحكومات سابقة، ملمحا كذلك لملف بابك زنجاني، وهو المتورط باختلاس أموال بيع النفط الإيراني في زمن الحظر المشدد في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

https://twitter.com/iiimannnn777791/status/1193492902590197765?s=19

لكن هذه التصريحات لم تعبر دون رد رسمي، حيث علّق المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين اسماعيلي في بيان رسمي له على اتهامات الرئيس روحاني قائلاً إن “بعض المسؤولين عن ملف فساد بابك زنجاني علت مناصبهم في حكومة روحاني رغم الكشف عنهم”، هذا الأمر كذلك تعرض لانتقادات بعض مستخدمي مواقع التواصل، فسخر كيومرث سركاكي من التصريحات القضائية بإشارته إلى أن وزير النفط السابق رستم قاسمي مثلا، والذي وقع الاختلاس في عهده لم يصدر بحقه أي قرار.

https://twitter.com/kioumar14354848/status/1193557002502492165?s=19

لكن مقابل كل ذاك الغضب، والتفاعل المنتقد أو حتى المؤيد، إلا أن بعض المؤيدين لتياري الاعتدال والإصلاح، قدّروا كثيرا التحية التي وجهها روحاني للرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي على العلن، مستخدمين وسما بالفارسية، يعني بالعربية “لا يمكن حذف خاتمي”

والجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يُحيي فيها روحاني خاتمي، فقد شكره في وقت سابق على دوره في دعم التيار المعتدل ودعوته الجمهور الإصلاحي للاقتراع لصالح القوائم المشتركة بين المعتدلين والإصلاحيين في سباق تشريعي سابق، ولدعم اختيار روحاني نفسه في الانتخابات الرئاسية، رغم أن خاتمي خاضع لقرار قضائي يقضي بمحاصرته إعلاميا، من خلال عدم ذكر اسمه أو تغطية تصريحاته، وهو القرار الذي صدر بحقه قبل سنوات ويرتبط بشكل أو بآخر باحتجاجات الحركة الخضراء عام ٢٠٠٩، التي خرج خلالها مؤيدو المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي للشوارع، تشكيكا بنتائج الانتخابات التي فاز فيها المحافظ محمود أحمدي نجاد بدورة رئاسية ثانية.
وكانت مواقع إيرانية قد رجحت قبل فترة وجيزة أن يكون القرار القضائي بحق خاتمي قد ألغي بالفعل، بسبب نشر صورة له خلال اجتماع مجمع رجال الدين على غلاف صحيفة اعتماد الإصلاحية، حتى أن وكالة تسنيم المحسوبة على الخط المحافظ المتشدد استخدمت صورة لخاتمي على الصفحة الأولى لملف الكتروني نشرته مؤخرا على موقعها.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: