الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة8 نوفمبر 2019 18:25
للمشاركة:

هل نجحت سياسة الضغط القصوى الأميركية في ليّ ذراع إيران إقليميًا؟

نشر موقع “LobeLog”  الأميركي مقالةً للخبير في الشأن الإيراني كينيث كاتزمان،  يوم الخميس 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، تناول خلالها العقوبات الأميركية على إيران الهادفة إلى تغيير سلوك إيران في المنطقة. وتحت عنوان “المنفعة المحدودة للعقوبات على إيران” اعتبر كاتزمان أنّ المعطيات تشير إلى كون العقوبات التي تفرضها الإدارة الأميركية على إيران والتي توصف بحملة الضغوط القصوى، لم تحقق أيّ مكاسب استراتيجية ملموسة للسياسة الأميركية، كما اعتبر أنّ السياسة الأميركية المتبعة تجاه إيران زادت من خطر المواجهة المسلحة بين الطرفين، محذرًا من تداعيات وخيمة في حال حدوث المواجهة.

وفي الوقت الذي قال فيه كاتزمان بأنّ الاقتصاد الإيراني قد تضرر نتيجة العقوبات الأميركية؛ إلا أنّه أكد على أنّ هذا الاقتصاد ليس في حالة انهيار، مشيرًا إلى امتلاك إيران لعشرات مليارات الدولارات في حساباتٍ مختلفة حول العالم، وإلى استطاعتها اللجوء إليها لدفع ثمن الواردات، فيما لفت إلى أنً إيران لا تزال مستمرة في تصدير المعادن ومواد البناء والسيارات وغيرها من المنتجات. كما لفت كاتزمان إلى تصريحات حاكم المصرف المركزي في إيران عبد الناصر همتي، اواخر شهر تشرين الاول/اكتوبر الماضي، والتي أعلن خلالها عن نجاح المصرف المركزي الإيراني في تثبيت العملة الإيرانية. وأنّ المؤسسات وشبكات الخدمات الاجتماعية استطاعت الحد من تأثير العقوبات على الشعب الإيراني.

وخالف الكاتب تصريحاتٍ لعددٍ من المسؤولين الأميركيين أكدوا على نجاح العقوبات في “تقليص التهديد الاستراتيجي الذي تشكله إيران”، إذ يرى كاتزمان أنّ المعطيات لا تدعم هذا الطرح، وإلا لتراجع النفوذ الإيراني في المنطقة عقب تشديد العقوبات الدولية عليها خلال الفترة الممتدة بين (2011-2018)، مشددًا على أنَ الأحداث والتطورات تبين بأنّ أهم أسس السياسات الإيرانية لم تتأثر بالعقوبات.

وتابع الكاتب بأنّ إيران تدخلت في سوريا عام 2013 دعمًا لنظام الرئيس بشار الأسد، ولم تمنعها العقوبات من تقديم المليارات لحماية النظام في دمشق، فضلاً عن تقديمها للنفط مجانًا. وأضاف أنّ إيران تدخلت أيضًا في العراق عام 2014، لمساندة الحكومة العراقية في مواجهة تنظيم “داعش”، وذلك في نفس الوقت الذي كانت تفرض فيه إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عقوباتٍ قاسية عليها. كما لفت إلى إرسال إيران لمستشارين من أجل تنظيم وتسليح فصائل مقاتلة وتجنيد المقاتلين لمساندة الجيش العراقي. ولم يغفل الإشارة إلى قيام أميركا في نفس الوقت بإرسال قواتٍ من أجل المساعدة في إعادة تنظيم الجيش العراقي، الذي اعتبره كاتزمان قد انهار تقريبًا أمام تنظيم “داعش”.  وأضاف الكاتب بأن العقوبات لم تمنع إيران من استغلال النجاحات الميدانية لحركة أنصار الله “الحوثية” في اليمن، إذ بدأت في تسليح الحوثيين بصواريخ بالستية قصيرة المدى منذ عام 2015.


هل ضربت إيران خاصرة السعودية بالخنجر اليمني؟

وحول الملف النووي الإيراني، شدد كاتزمان على كون إنتاج السلاح النووي لم يكن في أيّ فترةٍ من الفترات جزءًا أساسيًا من عقيدة إيران على صعيد السياسة الخارجية والدفاعية، مؤكدًا أنه لو كان الامر كذلك، لكانت إيران بذلت مساعي أكبر لإنتاج هذا السلاح. ويرى الكاتب أنّ هناك ادلةً متزايدة برزت خلال الأشهر الأخيرة تثبت بأنّ سياسة الضغط القصوى على إيران، لم تحدث تغييرًا في سياسات طهران، وأشار في هذا السياق إلى استمرار الانخراط القوي لكل من إيران وحليفها حزب الله في سوريا، كذلك  قيام إيران “بإنشاء بنيةٍ تحتيةٍ عسكرية في سوريا. أيضًا لفت الكاتب إلى استمرار تزويد إيران لحليفها الحوثي بالصواريخ البالستية وإلى استمرار تواجدها القوي في العراق.  ولم يغفل كاتزمان التذكير بإسقاط إيران للمسيّرة الأميركية في حزيران/ يونيو الماضي. كذلك إنتاجها صواريخ بالستية وصواريخ كروز أكثر دقة.

وحذّر الكاتب من الاستخفاف الأميركي والأوروبي بتطور التكنولوجيا العسكرية الإيرانية، لافتًا إلى أنّ إيران قامت بإجراء تعديلاتٍ على صواريخ كروز يعود تاريخها إلى العهد السوفييتي، ونجحت في إنتاج نماذجٍ إيرانيةٍ منها. وفي الختام شدد الكاتب على أن إيران لن تقبل مطلقًا بفرض قيودٍ على سياساتها الاقليمية، وعلى أن هذه السياسات تأتي في جوهر العقيدة والاستراتيجية الإيرانية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: