الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 نوفمبر 2019 14:04
للمشاركة:

ما دوافع إبقاء القوات الأميركية في الشمال السوري.. وهل ستتنكر واشنطن لحليفتها الرياض قريبًا؟

نشرت مجلة  “The American Conservative” مقالةً للخبير في الشؤون الخارجية دوغ باندو، اليوم الخميس 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، كشف خلالها عن دوافع الإدارة الأميركية لإبقاء قواتها في الشمال السوري. وتحت عنوان “خطة دونالد ترامب العظيمة لسرقة النفط السوري”، انتقد باندو تصريحات وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر التي أعلن خلالها أنّ  قرار إبقاء القوات الأميركية في سوريا جاء لحرمان تنظيم “داعش” من عائدات النفط، حيث يرى باندو أنّ تنظيم “داعش” لا يتمتع بالقوة التي تخوّله للاستيلاء على مصادر النفط وبيعه.

أيضًا انتقد باندو تصريحًا لمسؤولٍ أميركي لم يكشف عن اسمه، كان قد برر إبقاء القوات الأميركية في الشمال السوري لتأمين النفط من لاعبين آخرين وصفهم ب”مزعزعي الاستقرار”. إذ اعتبر باندو أنّ المقصود من هذا الطرح على الأرجح هي الحكومة السورية، لافتًا إلى أنّ هذا التبرير يفتقد إلى المصداقية.

واعتبر باندو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يتعرض للاستغلال من قِبل تيار المحافظين الجدد وشخصياتٍ أخرى من “معسكر الصقور” في الإدارة الأميركية، ممن يسعون إلى دفع واشنطن للاستيلاء على موارد الحكومة السورية من أجل إضعافها، وكذلك لإبقاء أميركا متورطةً في سوريا.

ووصف الباحث السابق في معهد “كاتو”، السياسة التي تنتهجها أميركا تجاه سوريا بالحمقاء وغير المنتجة، وأضاف بأنّها تقوّض وبشكلٍ كبير مصداقية واشنطن وتجرها إلى معركةٍ محتملة لا ضرورة لها. كما أردف الكاتب بأنّ الحوافز المالية للعمل العسكري ليست بالأمر الجديد، وبأنّ بعض صقور الإدارة الأميركية لم يروا سببًا للعمل العسكري في الشرق الاوسط شريطة تامين مصادر الطاقة بأسعارٍ منخفضة. وعاد الكاتب للوراء قليلًا؛ فأشار إلى أنّ فكرة سرقة النفط اخذت زخمًا بعد حظر النفط العربي بعد حرب أكتوبر عام 1973؛ بسبب الدعم الأميركي لإسرائيل في تلك الحرب.

وكشف باندو أنّه يجري اليوم الترويج لسياسة “النهب كسبيلٍ لتمويل الحرب”، مشيرًا إلى تصريحات السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام  التي تحدث خلالها عن الاستفادة من ارباح مبيعات النفط من أجل دفع تكاليف الالتزام العسكري في سوريا. إلّا ان الكاتب رجّح بأنّ يكون لدى غراهام حوافز خفية. وأشار إلى  أنّ أسلوب إقناع ترامب بورقة النفط للبقاء في سوريا قد نجح، مستشهدًا بتصريحٍ للرئيس الأميركي خلال المؤتمر الصحفي الذي أعلن خلاله عن مقتل الزعيم السابق  لتنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي. إذ ذكّر الكاتب بأنّ ترامب تحدث حينها عن “نفطٍ ثمين” وعن مكاسب واشنطن من ذلك النفط. إلا أنّ باندو لم يغفل الإشارة إلى انخفاض قيمة النفط السوري، ونسب إنتاجه خلال فترة الأزمة، إذ انخفضت نسبة الانتاج إلى 24,000 برميل في اليوم، ايّ ما يعادل ما نسبته 0.03 بالمئة فقط من إنتاج النفط العالمي.

وقال باندو في مقاله، أنّ أميركا وإنّ كانت تنوي اجتياح دولٍ اخرى وسرقة مواردها، فمن المنطقي أنّ تبدأ بالسعودية، لاسيما بعدما تبيّن بأنّ الاسرة المالكة في الرياض لا تستطيع حماية مواردها، مشيرًا إلى الهجمات “الحوثية” على منشآت شركة آرامكو النفطية في أيلول/ سبتمبر الماضي، وأضاف أنّ هناك اسبابً وجيهة كي تأخذ واشنطن التعويض من السعودية، كونها توفر الحماية لأسرة آل سعود الحاكمة ومنذ عقود. وشدد الكاتب في ختام مقالته على ضرورة سحب القوات الأميركية من سوريا على الفور وإعادتها إلى بلادها، رافضًا فكرة استخدام الجيش الأميركي ك”عصابة قراصنة” من قٍبل الرئيس ترامب. 

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: