الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 أكتوبر 2019 17:49
للمشاركة:

هل بإمكان واشنطن الاستفادة من الخبرة الإيرانية في بناء الشراكات الإقليمية؟

نشر موقع “Defense One”الأميركي، مقالةً للخبير السابق في شؤون الشرق الأوسط لدى وكالة الاستخبارات الأميركية، برايان كاتز. يوم الأحد 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2019. تناول خلالها تصريحات قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، خلال مقابلةٍ أجريت معه قبل عدّة أسابيع، كشف خلالها عن تواجده في لبنان إبان العدوان الإسرائيلي في تموز/يوليو 2006؛ لمساندة حزب الله. ونقل كاتز خلال مقالته تأكيد الجنرال سليماني على تأييد جميع المسؤولين في إيران لدوره في حرب تموز، وعدم خشيتهم من امتداد الحرب إلى بلادهم نتيجة هذا الدور.

وقارن المحلل السياسي هذا الأمر بالوضع القائم في شمال شرق سوريا، حيث قال إن “واشنطن تخلت عن شريكها المحلي”، المتمثل بقوات سوريا الديمقراطية، مؤكدًا على إمكانية استفادة واشنطن من “المقاربة الإيرانية” المتعلقة بالحروب بالوكالة وكيفية بناء الشراكات مع الأطراف الإقليمية. ولفت إلى استنتاجه تلك الدروس من خلال خبرته كمسؤولٍ أميركي، في “لتحالف الدولي ضد داعش”، أيضًا دوره في تحليل سياسات الشرق الأوسط لدى وكالة الاستخبارات الأميركية.

وتابع كاتز قائلًا: إن “إيران تركز على بناء علاقات استراتيجية طويلة الأمد، بخلاف المقاربة الأميركية التي كمعاملةٍ تجارية”، وأضاف أن واشنطن تتخلى عن وكلائها عقب “تنفيذه للمهمة الفورية” وتتركهم دون مسارٍ سياسيٍ واضح في “البلد المضيف”. أو بعد تغير المزاج السياسي لدى صناع القرار في واشنطن.

وأضاف الكاتب، بأن حزب الله بات يشكل قوةً عسكريةً اقليمية. كذلك قوات الحشد الشعبي في العراق المتحالفة مع إيران، لافتًا إلى أن النظام في دمشق “يلعب دور صلة الوصل بين طهران و بيروت”. وأكد الخبير الاستراتيجي أكد على افتقاد واشنطن لاستراتيجيةٍ كبرى أو خطةٍ اقليميةٍ دبلوماسيةٍ وأمنية، مشيرًا إلى أن شركاء إيران “لا يتشاركون معها الايديولوجيا فقط بل أيضًا هوية الانتماء إلى “محور المقاومة” الذي يقف ضد كلٍ من الكيان الإسرائيلي وأميركا والسعودية، مشيرًا إلى أن الرابط الايديولوجي قد تعزز عقب الحروب الماضية.

إلى ذلك، رأى كاتز أن أميركا يعوزها عنصري “الجغرافيا والروابط التاريخية”. لافتًا إلى أن واشنطن تختار شركائها بناءًا على قدرتهم وجاهزيتهم للحرب، معتبرًا أن هذه المقاربة تشوبها العيوب، مدللًا على ذلك باحتمالية عدم تمكن الجماعات التي تدعمها واشنطن من حكم المناطق المحررة من التنظيمات الإرهابية، لاسيما عندما تكون تلك الجماعات من خارج المناطق المحررة. ولم يستبعد الخبير في مكافحة الإرهاب، بأن “الوكلاء” قد يوجهون السلاح إلى أعداءٍ آخرين بما لا يخدم الأهداف الأميركية.

واستدل كاتز على ذلك ب”قوات سوريا الديمقراطية”، التي كانت ملتزمةًً بمحاربة تنظيم داعش؛ إلا أنها استفادت من تلك الحملة في سبيلها لبناء دويلةٍ كردية، الأمر الذي أغضب تركيا. وأضاف بأن ما وصفه ب”الاختلال في الأهداف”، كان واضحًاً منذ نشوء الشراكة بين أميركا و”قوات سوريا الديمقراطية”، إلا أنه قد جرى غض الطرف عنه.

وأضاف كاتز أن أميركا ومن خلال سياساتها، حوّلت “محور المقاومة” الذي كان يضم كلاً من حزب الله وسوريا إلى محورٍ إقليميٍ يمتد من العراق إلى اليمن. كما أردف بأن حزب الله اللبناني وحركة أنصار الله الحوثي في اليمن، وقوات الحشد الشعبي في العراق، هم حلفاءٌ ايديولوجيون ملتزمون بالدفاع عن بعضهم البعض، مشبهًا هذا المحور ب”ناتو المقاومة”.

وفي الختام، شدد الخبير الاستراتيجي على ضرورة استفادة واشنطن من إيران، في بناء شراكات استراتيجية مستدامة عوضًا عن التركيز على بناء شراكاتٍ تكتيكيةٍ آنية. وأضاف أن “تحقيق النصر على المدى القصير، إلى جانب تحقيق الأمن على المدى البعدي يتطلب دعمًا عسكريًا ودبلوماسيًا للشركاء المحليين، على غرار الدعم الذي تقدمه إيران لحزب الله”، وفق رأيه.

ماذا ربحت إيرانية من عملية نبع السلام التركية في سوريا؟
جاده ايران تلغرام
للمشاركة: