الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة13 أكتوبر 2019 18:29
للمشاركة:

عملية “نبع السلام”.. نحو مواجهة سورية- تركية شرق الفرات؟

تتسارع الأحداث في الميدان السوري بالتزامن مع عملية نبع السلام التركية شمال شرق سوريا. الدعوات الدولية لتركيا لايقاف العملية والتحذير من كارثة إنسانية لم تكن كافية لتراجع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن العملية العسكرية. أكد اردوغان أن هدفه دفع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا بعمق 30 كم عن الحدود مع بلاده. وعاد ليؤكد في خطاب له في اسطنبول أن الاعتراض الدولي لن يمنع الجيش التركي ومن معه من فصائل مسلحة سورية ” الجيش الوطني” من استكمال المعركة.

بدا مشهد الميدان محسوما لصالح أنقرة في ظل انسحاب القوات الأميركية من كافة نقاط المواجهة على طول خط التماس. تمكنت القوات التركية من السيطرة على رأس العين وبدأت بمحاصرة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي. تزامن المشهد مع موجة نزوح كبيرة من المناطق التي تقدمت اليها القوات التركية ومسلحو الجيش الوطني. أمام هذا الواقع برز الى الواجهة تصريح القائد العام لقسد ” مظلوم عبدي “. نُقل عن عبدي أنه طلب من قائد القوات الأميركية في سوريا حسم موقف بلاده من دعم الكرد وقسد من عدمه، عبدي قال للجنرال الأميركي: ” لقد خذلتمونا، يجب عليكم أن تحددوا موقفكم والان، إن كنتم غير قادرين على دعمنا في مواجهة الجيش التركي فاخرجوا من أرضنا، سنذهب لعقد اتفاق مع روسيا ودمشق لحماية شعبنا، انتم اخرجوا”

بعد ساعات أعلنت واشنطن سحب قرابة ألف جندي من شمال شرق سوريا لتؤكد الأنباء أن قسد دخلت في مفاوضات مستعجلة مع دمشق برعاية روسية أفضت الى اتفاق أولي يقضي بدخول الجيش السوري الى مدينتي منبج وعين العرب في ريف حلب الشرقي. انتشار الجيش سيبدأ من الحدود ومحيط المدينتين على أن تدخل مؤسسات الدولة السورية الى المدينتيين في الخطوة الثانية. معلومات أكدت لـ “جادة ايران” أن المفاوضات أيضا أفضت لتسلّم الجيش السوري مدينة القامشلي وبلدة المالكية قرب الحدود مع العراق بما يقطع الطريق على تركيا في التقدم باتجاه مدينة الحسكة. في وقت أعلنت فيه وكالة الانباء الرسمية السورية “سانا” أن الجيش السوري بدأ تحركه شمالا لمواجهة العدوان التركي، ما يعني أن المواجهة التي كان الجميع ينتظر أن تكون في مدينة منبج بين الجيشين التركي والسوري ستنتقل الى محيط مدينة الرقة خاصة بعد تجاوز أنقرة حدود 30كم ووصولها الى بلدة عين عيسى جنوبي تل ابيض.

كما أكدت المعلومات أن قوات الفرقة 25 في الجيش السوري بدأت بتحريك قطعاتها من ريف ادلب الجنوبي باتجاه مدينة الرقة. المعلومات تزامنت مع إعلان قيادات في قسد أنها أزالت كافة السواتر والحواجز العسكرية التي تعيق تقدم الجيش السوري لمواجهة التركي ومسلحي الجيش الوطني في شمال شرق سوريا.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: