الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة12 أكتوبر 2019 18:44
للمشاركة:

هل وضع البيت الأبيض سقفاً زمنياً لتركيا كي تنجز أهدافها في سوريا؟

كتب الباحث التركي سونر كاغابتاي مقالة نُشرت على موقع معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى قال فيها إن تقييد العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا سيكون صعباً، وذلك بسبب عاملين أساسيين مرتبطين بالداخل التركي.
وبحسب الكاتب فإن العامل الأول يتمثّل بامتعاض الشارع التركي من حزب العمال الكردستاني، لافتاً إلى أن الغالبية الساحقة من هذا الشارع تعتبر الحزب منظمة إرهابية. وأضاف كاغابتاي أنّ هناك تأييداً واسعاً للعمل العسكري ضد وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، منبهاً إلى أن نسبة كبيرة من الأتراك يعتبرون أنّ هذه الوحدات هي فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا.
أما العامل الثاني وفق الكاتب فيتعلّق باللاجئين، مشيراً إلى أن تركيا تستضيف قرابة 4 مليون لاجىء سوري، مما أدى إلى حالة من الامتعاض من هؤلاء اللاجئين بسبب تراجع الوضع الاقتصادي الذي بدأ عام 2018، فالناخبون الأتراك من الطبقة العاملة، بحسب كاغابتاي، يتهمون السوريين بسرقة وظائفهم و التسبب بزيادة الإيجارات، أما الناخبون الأتراك من الطبقة الوسطى فيتهمون اللاجئين السوريين بنشر “قيمهم الثقافية المحافظة”.
وأكد الكاتب أن الحكومة التركية تدرك هذه الامور وتشعر بالتالي بأنها مضطرة للقيام بعمل ما عاجلاً و ليس آجلاً.
كاغابتاي لفت إلى أنّ أنقرة اختارت بدء العملية العسكرية في مناطق حيث غالبية السكان هم من العرب، كرأس العين وتل الأبيض.
وفي هذا الإطار تحدث الكاتب عن نسبة كبيرة من “العرب” يعيشون في مناطق تسيطر عليها وحدات حماية الشعب ممتعضون من سياسات الكرد، مضيفاً أنّ هؤلاء قد يرحبون ويدعمون القوات التركية.
وتابع كاغابتاي أن أنقرة تنوي نقل اللاجئين السوريين إلى المناطق التي تخطط للسيطرة عليها بعد طرد وحدات حماية الشعب منها، معتبراً أنّ مجرد إعادة بضعة آلاف من السوريين قد يساعد أردوغان على تخفيف حدة الغضب في الشارع. هذا بالإضافة إلى هدف ديموغرافي لأنقرة، برأي كاغابتاي، يتمثل بتحويل مناطق حدودية سورية إلى “مناطق عربية”، وبالتالي تقسيم المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب إلى كانتونات منعزلة.
ورأى الكاتب أنّ العملية العسكرية التركية التي بدأت مؤخراً قد تكون مقدمة لمحادثات سلام مع حزب العمال الكردستاني من أجل التوصل إلى تسوية، حيث تشكل هذه العملية بالنسبة للأتراك ضرورةً من أجل “إعادة التوازن” للعلاقات بين حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب.
وأوضح الكاتب بأن حزب العمال الكردستاني انسحب من محادثات السلام مع أردوغان بعد المكاسب الميدانية التي حققتها وحدات حماية الشعب في سوريا. كما أضاف بأن حزب العمال الكردستاني قام حينها بشن حملة عسكرية ضد الحكومة التركية في صيف عام 2015، حيث حاول السيطرة على مدن في شمال شرق تركيا كما فعلت وحدات حماية الشعب في المناطق السورية الحدودية.
وعليه، يخلّص الكاتب إلى أن أنقرة تريد إجبار حزب العمال الكردستاني على العودة إلى طاولة المفاوضات ، متوقعاً أن يؤدي تقليص الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب إلى هذا الهدف.

بالنسبة للموقف الأميركي، يلفت الكاتب إلى المطالب الموجهة من الكونغرس للبيت الأبيض، والتي تقضي بفرض عقوبات على تركيا جراء العملية العسكرية التي تشنها في شمال شرق سوريا. الأمر الذي يعني برأيه أن الوقت محدود لتركيا كي تحقق أهدافها في عمليتها العسكرية إذا ما أرادت تجنب العقوبات الأميركية. كما يؤكد الكاتب أن الإدارة الأميركية ستكون مستاءة في حال أدت العملية التركية إلى فراغ يسمح لداعش أو “محور إيران- الأسد” (وفق تعبير الكاتب) بالعودة إلى شرق سوريا.
برغم ما سبق، إلا أن الكاتب لا يرى أن أميركا ستحاول بالضرورة إيقاف العملية التركية أو تعطيل أهداف أنقرة في سوريا. مشيراً في هذا السياق للدعوة التي وجهها الرئيس ترامب لنظيره التركي رجب طيب أردوغان في الثالث عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث يتنبأ الكاتب بأن يكون هذا التاريخ نهاية للمهلة الزمنية الممنوحة لأنقرة كي تحقق أهدافها في سوريا.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: