الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة10 أكتوبر 2019 07:17
للمشاركة:

ما هي تداعيات الإجتياح التركي لشرق سوريا و الإنسحاب الأميركي من هناك؟

كتب “Joseph Votel” (وهو قائد القيادة الوسطى السابق في الجيش الأميركي) و “Elizabeth Dent” (وهي عملت سابقاً في وزارة الخارجية الأميركية في “التحالف الدولي ضد داعش”)، مقالة نُشرت على موقع “Defense One” قالا فيها إن إعلان ترامب الإنحساب من شمال شرق سوريا جاء في توقيت سيء جداً.

كما أضاف الكاتبان بأن القرار اُتخذ من دون التشاور مع الحلفاء أو مع القياديين العسكريين الأميركيين، وبأن هذا القرار يهدد “شراكات مستقبلية” في الوقت الذي تُعد فيه واشنطن بأمس الحاجة إلى هذه الشراكات نظراً إلى عدم رغبة الشعب الأميركي بخوض الحروب إلى جانب تصميم الاعداء على “مهاجمتنا” (وفق تعبير الكاتبين).

هل تلاعب ترامب بروسيا وتركيا في سوريا

كذلك تحدث الكاتبان عن شراكة ناجحة مع الأكراد في شمال شرق سوريا، وقالا إن وحدات حماية الشعب الكردية شكلت العامود الفقري للقوة التي كانت تحارب داعش في سوريا. كما أدرفأ بأنه ما كان باستطاعة ترامب إعلان هزيمة داعش لو لا وحدات حماية الشعب الكردية.

وتابع الكاتبان بأن “قوات سوريا الديمقراطية” تمكنت من تحرير عشرات آلاف الأميال وملايين الأشخاص من قبضة داعش على مدار أربعة أعوام.

عقب ذلك قال الكاتبان إن إعلان ترامب الاخير حطم الثقة بالولايات المتحدة في أهم المراحل، وإن الأمور ما كان بالضرورة أن تسير بهذا الشكل.

كما أضاف الكاتبان بأن الولايات المتحدة عملت جاهدة من أجل تهدئة مخاوف تركيا، وأشارا في هذا السياق إلى جولات مفاوضات بين واشنطن و أنقرة أفضت للإلتزام بإنشاء آلية أمنية تشمل الدوريات المشتركة وفرض “منطقة آمنة”.

غير أن الكاتبين اتهما تركيا بالتراجع عن إلتزامتها مع الولايات المتحدة، ولفتا إلى أن انقرة هددت بإجتياح المناطق التي تسطير عليها “قوات سوريا الديمقراطية”.

إيران وتشابكات الفراغ الأميركي في سوريا

كذلك أشار الكاتبان إلى أن الإجتياح التركي لشمال شرق سوريا سُبق بإنسحاب أميركي “متسرع” يهدد بزعزعة الوضع الأمني في شمال شرق سوريا. حيث ذكّر الكاتبين في هذا السياق بآلاف المقاتلين التابيعن لداعش المحتجزين داخل معسكرات تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية”، إضافة إلى عشرات الآلاف من أفراد أسر مقاتلي التنظيم.

عقب ذلك سأل الكاتبان عما قد يحصل في حال إنسحاب القوات الأميركية، ولفتا إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية” سبق واعلنت أنها ستضطر إلى “تحصين” دفاعاتها على الحدود السورية التركية، وحذرا من أن ذلك سيترك المعسكرات التي يحتجز فيها مقاتلي داعش و أسرهم من دون الحراسة المطلوبة.

كما تابع الكاتبان بأن ذلك يثير القلق خاصة بعد كلام زعيم داعش أبو بكر البغدادي الذي دعا فيه مناصريه إلى العمل على إطلاق سراح عناصر داعش من هذه الاماكن. وأشارا في هذا السياق أيضاً إلى أعمال عنف حصلت في مخيم الهول.

ماذا تعني عملية شرق الفرات لإيران؟

وفي الختام حذر الكاتبان من أن التخلي عن “قوات سوريا الديمقراطية” قد يبطل التقدم الذي أُحرز في محاربة داعش و سيلحق ضرراً كبيراً بمصداقية أميركا و مدى إمكانية الاعتماد عليها في اي معارك مستقبلية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: