الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة9 أكتوبر 2019 17:30
للمشاركة:

إيران تخرق طقوس عيد الغفران الإسرائيلي

دخلت إسرائيل قبل ساعات أجواء عيد الكيبور (الغفران)، وسط حالة من القلق والترقب، تحسباً لنوايا إيرانية تقضي بتنفيذ هجمات بصواريخ كروز على أهداف حساسة خلال فترة العيد، الأمر الذي قاد بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية لإجراءات أمنية وعسكرية، خرقت أجواء الشلل الذي يعم جميع مناحي الحياة الإسرائيلية خلال ساعات هذا العيد.
لم تكن المنظومة الأمنية الإسرائيلية وحدها من دق ناقوس الخطر من شرٍ قد اقترب، بل إن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين إلى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أكدا في تصريحين منفصلين على جدية هذه المخاوف المرتبطة بتقديرات المنظومة الأمنية، كما استندا على هذه المخاوف للدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية عاجلة، من أجل العمل على “حماية إسرائيل من هذ المخاطر،” فضلاً عن أنهما لفتا في الوقت نفسه أن هذه التحذيرات لم تأت كشعارات انتخابية، بقدر ما هي “خطر محدق بدولة إسرائيل”.
تزامن ذلك مع ما كشفته القناة الإسرائيلية الـ 13 نقلاً عن ضابط في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الذي قال للقناة إن “إسرائيل تقيّم التهديدات الايرانية بطريقة مطلعة ومتوازنة جداً والجيش يتهيأ لأية سيناريوهات متطورة في الساحة الشمالية، وأن هذا يشمل مواجهة وابل محتمل من صواريخ مبرمجة وطائرات مسيرة“.

من جهته اعتبر المحلل السياسي الإسرائيلي بن كاسبيت، أن ” المخاوف الإسرائيلية من هجوم إيراني تتزامن مع إعلان الأخيرة عن إحباط مخطط عربي إسرائيلي لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، الذي بات يتصدر قائمة المطلوبين للمخابرات الإسرائيلية”.

بن كاسبيت لم ينفِ كذلك وجود حالة من التوتر في المنظومة الإسرائيلية برغم عدم رد السلطات الرسمية في البلاد على الاتهام الإيراني بالمسؤولية عن مخطط اغتيال سليماني. وعليه فإنه يرى بأن خطابي نتنياهو وريفلين في الكنيست يحملان تحذيرات جديدة، لأن إيران برأيه قررت الرد على الهجمات الإسرائيلية ضد قواعدها في الشرق الأوسط، متوقعاً في الوقت ذاته أن لا يكون الرد الإيراني استعراضياً ببعض قذائف الهاون على هضبة الجولان، على حد قوله.

من الذي أراد إغتيال قاسم سليماني؟

كما بيّن بن كاسبيت أن الإيرانيين أثبتوا أن لديهم قدرة على إيلام الطرف الآخر، واختراق المنظومة الجوية، والتسبب بأضرار كبيرة، مرجحاً في ذات الوقت أن يُنفذ الهجوم الإيراني من داخل العراق، حيث تتواجد هناك قواعد عسكرية إيرانية، وبنى تحتية صاروخية قادرة على المس بإسرائيل.

التصريحات والتحليلات سابقة الذكر تزامنت مع جلسة للمجلس الوزاري الأمني المصغر الإسرائيلي، الذي انعقد للمرة الأولى منذ أشهر، بهدف مناقشة هذه المخاطر، الأمر الذي يوحي بأهمية وحساسية القضية داخل أروقة هذا المجلس، خصوصاً أنه لم يجتمع لمناقشة أحداث أمنية جرت خلال الفترة الماضية على الجبهة الجنوبية والشمالية.
الأجواء التي تعيشها إسرائيل منذ ساعات الصباح الأولى لهذا اليوم تدفع للانتظار من أجل التعرف على مدى صدقية المنظومة الإسرائيلية في تحذيراتها، فهل سيقع الهجوم التي تنبأت بها أم أنه سيبقى هاجساً أمنياً إسرائيلياً لا يمت للواقع بصلة؟

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: