الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة9 أكتوبر 2019 08:48
للمشاركة:

كاتب أميركي: لهذا السبب يفكر الإسرائيليون باغلاق مفاعل ديمونا

كشف الكاتب الأميركي البارز توماس فريدمان أن هناك في إسرائيل من بدأ بالتفكير باغلاق مفاعل ديمونا النووي بعد الهجمات بالطائرات المسيرة وصواريخ كروز التي استهدفت منشآت شركة أرامكو السعودية الشهر الفائت. ونقل فريدمان عن أحد مؤسسي المفاعل النووي الإسرائيلي، عوزي إيفان، قوله إن حطام الطائرات المسيرة التي خلفها هجوم أرامكو في السعودية يؤكد أن الإيرانيين يقومون بإنتاج وتشغيل طائرات مسيرة متقدمة مزودة بمحركات نفاثة وقدرة على التخفي تؤكد أنهم ليسوا خلف إسرائيل بكثير في هذا المجال.

يستدل إيفان بدقة الإصابة في هجوم 14 سبتمبر والتي وصلت إلى 85% وهو ما دفعه في مقالة نشرها في صحيفة هآرتس الإسرائيلية للدعوة لاغلاق مفاعل ديمونا لأن إيران وحلفاءها أظهروا أن بإمكانهم استهداف نقاطا بدقة متناهية من على مسافة مئات الكيلومترات، حاسما “علينا أن نسلم بأنه بالإمكان أن نُستهدف بمثل هكذا هجوم.”

وخلص إيفان إلى ضرورة إغلاق مفاعل ديمونا “يجب إيقاف مفاعل ديمونا النووي. هو معرض بحسب ما اثبتت الأحداث للاستهداف، والضرر الذي سيتسبب به ذلك أكبر بكثير من فائدته.” يقول فريدتان في مقالته إن الأحداث الأخيرة وردة فعل الإدارة الأميركية أرسلت إلى حلفاء واشنطن العرب رسالة تأويل ما يريد إيصاله ترامب بالعربية مفاده “لقد نسيت أخباركم، أنا مهتم في بيع السلاح إليكم، لا استخدامها في الدفاع عنكم. لكن لا تنسوا أن تأتوا إلى فندقي متى زرتم واشنطن.

رسالة ترامب إلى الخليج وإسرائيل

ويضيف الكاتب بأن السعوديين والإمارتيين تلقوا الرسالة وبشكل سريع بدأوا بالبحث عن رقم هاتف المرشد الإيراني ورقم هاتف أمير دولة قطر القريب من طهران “لقد آن الأوان لترتيب العلاقة مع الجيران.” يشرح فريدمان أن التطورات الأخيرة أذّت التقارب الذي كان يتطور بين الدول العربية السنية وإسرائيل وجعل الأخيرة تشعر مجددا بأنها وحيدة في مواجهة خطر إيران وأذرعها في لبنان وسوريا والعراق.

في هذا الإطار يعود لتأويل الرسالة الأميركية، هذه المرة إلى إسرائيل، ويقول “بالعبرية: أميركا راضية بفرض العقوبات على النفط الإيراني، لكنها لن تشارك في تحالف مع إسرائيل والدول العربية السنية لتغيير النظام في طهران أو تدمير القدرات الإيرانية من خلال عمل عسكري.” إعادة الحسابات مجددا ومجددا، يقول فريدمان، تسيطر على المنطقة، “بإمكان عرب الخليج كسب إيران من جديد، لكن إسرائيل تعجز عن ذلك، لدى إسرائيل مشكلة حقيقة، إحذروا!”

إيران تحاصر إسرائيل

يصف الكاتب الأميركي النظام الإيراني بأنه قميء، وأن قادته من رجال دين حرموا جيلين كاملين على الأقل من الشباب الإيراني من الحرية والأدوات اللازمة لإطلاق إمكانياتهم وهو ما أدى إلى هجرة الأدمغة من إيران من جهة، ومن جهة ثانية إلى تفشي الإدمان. لكن رغم ذلك، يضيف فريدمان، إيران هي النظير العلمي للولايات المتحدة وإسرائيل، لأن لديها بعد الكثير من المواهب العلمية الحقيقية.

يعتقد فريدمان أن إيران تحاول “محاصرة إسرائيل بشكل نصف دائري من خلال ميليشيات كحزب الله في لبنان وسوريا وغربي العراق، مجهزة بأسلحة دقيقة”، ويشرح انه في حرب 2006 كان حزب الله يطلق مجموعة كبيرة من الصواريخ غير الذكية، غير الموجهة، بمديات محدودة لإصابة هدف واحد في شمالي إسرائيل، “لكن منذ العام 2016 بدأت إيران بإرسال مواد خاصة تستخدم في تحويل الصواريخ الغبية إلى صواريخ موجهة، تماما كتلك التي عطلت المنشآت النفطية السعودية.

صواريخ حزب الله وقصف طهران

لا يعرف فريدمان بشكل دقيق كم عدد مثل هذه الصواريخ لدى حزب الله ليكون يخلص إلى أن 150 واحدا منها كافٍ لضرب كل الأهداف الإقتصادية والعسكرية في إسرائيل، “هذا يعني المرافئ والمطارات ومحطات الكهرباء والمفاعل النووي ومصنع شرائح انتل وشبكة شركات البرمجيات والتكنولوجيا في إسرائيل.” في ضوء ما تقدم، يختم فريدمان بالإشارة إلى أن إسرائيل أرسلت لحزب الله وإيران في مناسبات عديدة انها سترد على أي هجوم صاروخي بتدمير المناطق التي تعيش فيها العائلات المؤيدة لحزب الله وحيث يجري تصنيع هذه الأنواع من الصواريخ، كما انها أرسلت إشارات إلى أنها ستقوم بالرد مباشرة على طهران بصواريخ ذكية موجهة عن بعد أو من خلال صواريخ يجري اطلاقها من غواصات إسرائيلية في الخليج وهي تحمل رسالة لطهران مفادها “في كل مرة تضرب أدواتكم تل أبيب سنرد في طهران، لن تبقوا خارج هذه الحرب، ولن تفوقونا في الجنون.”

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: