الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة3 أكتوبر 2019 08:03
للمشاركة:

الطريق غير المعبّد إلى حوار إيراني سعودي

هل من مؤشرات لتحول في الأجواء السياسية في المنطقة واتجاه لإطلاق تواصل سعودي إيران؟ هذا الأمر تحدث عنه موقع “تابناك” المقرّب من أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، حيث أورد في تقرير له 4 مؤشرات قال إنهم يكشفون عن تغيّر يمكن أن يؤسس لمسار جديد في المنطقة..
وبحسب الموقع فقد تكشفت خلال الأيام الماضية 4 مؤشرات جديدة، أولًا: تأكيد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على النهج الدبلوماسي مع طهران لأول مرة مع رفضه خيار الحرب. ثانيًا: حديث وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش عن انفتاح مسار الحوار لأجل التفاهم مع إيران. ثالثًا: كشف رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي، عن استعداد السعودية وإيران التفاوض. الرابعة: تصريحات المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، بخصوص إرسال الرياض رسالة إلى طهران.
“تابناك” أشار أيضًا إلى خشية السعودية والإمارات من مواجهة إيران، “إجمالًا يبدو أن الرياض وأبو ظبي لا تريدان التصعيد ووقوع اشتباك مباشر”، مؤكداً أن الحل في اليمن “يمر عبر المفاوضات مع طهران”. وتابع الموقع أن حرب اليمن تحول إلى مستنقع كامل للسعوديين الذين “لا يتمثل حلهم في الخروج من المستنقع اليمني إلا بالتفاوض مع إيران”.
مؤشرات الموقع الإيراني لم تنجح بزرع بذور التفاؤل لفترة زمنية طويلة، حيث قام وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، بعد ساعات من عرض هذا التقرير بتبديد رواية الرسالة السعودية المبعوثة لإيران، واصفاً إياها بـ “غير الدقيقة”. وقال عبر حسابه بموقع “تويتر” إنَّ دولًا وصفها بالشقيقة سعت للتهدئة بين البلدين، وأبلغتهم الرياض بأن موقف المملكة يسعى دائمًا للأمن والاستقرار في المنطقة. وأنَّ التهدئة يجب أن تأتي من الطرف الذي يصعّد الأجواء الإقليمية وينشر الفوضى عبر أعماله العدائية في المنطقة.
الجبير رأى أنَّ بلاده “لم ولن تتحدث عن اليمن مع النظام الإيراني”، إذ اعتبر أنَّ اليمن شأن اليمنيين بكافة مكوناتهم، مرجعًا السبب في أزمة تلك الدولة إلى “الدور الإيراني المزعزع لاستقراره والمعطل للجهود السياسية فيه. “


تصريحات الجبير سبقها إعلان إيراني على لسان رئيس أركان القوات المسلحة محمد باقري عن دعم استشاري يُقدم من طهران للجيش اليمني واللجان الشعبية، كما وعد باقري خلال هذا الحديث باستمرار هذا الدعم حتى النهاية.
على المقلب الإماراتي فإن توجه أبو ظبي الذي عكسته مقالة قرقاش في فايننشال تايمز جاء مشروطا بتخلي طهران عن تطوير الأسلحة النووية، ووقف البرنامج الصاروخي، فضلاً عن احترام سيادة دول الجوار وعدم التدخل في شؤونها ووقف دعم المليشيات المسلحة في المنطقة، أي أنه لم يكن مجرد رسالة بدون سياق وشروط.
جدير بالذكر الإشارة إلى أن شروط السعودية للحوار مع إيران تتطابق مع الشروط الإماراتية، الأمر الذي يؤكد أن الذهاب لطريق الحوار والدبلوماسية لا يزال في إطار النوايا، لاسيما وأن إيران من جهتها ترى في إنهاء حرب اليمن مؤشراً على اقتناع خصومها الخليجيين بانتهاج الخيارات العقلانية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: