الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة28 سبتمبر 2019 20:42
للمشاركة:

ضباطٌ أمريكيون حذّروا الرياض من مغبّة مواجهة “حلفاء إيران في اليمن”… ما الحكاية؟

نشرت مجلة “The American Conservative”، يوم الأربعاء 27 أيلول/ سبتمبر 2019، مقالةً للخبير في الشؤون العسكرية والاستخبارية مارك بيري، تطرق فيها للحرب السعودية على اليمن، حيث نقل بيري خلال مقالته عن ضابطٍ أميركيٍ رفيع ِالمستوى قوله بأن الحرب السعودية على اليمن كانت مفاجئة وشكلت صدمةً لواشنطن في حينها، كما كشف نفس المصدر أن “المسؤولين العسكريين الأميركيين أبلغوا الرياض منذ بداية الحرب بأنها غير قادرة على الانتصار، وبأن الحرب ستتسبب بإفلاسها، وستحولها إلى مستنقع”.

وتابع بيري ناقلاً عن ذات المصدر شهادته التي تفيد بأن “الجيش الأميركي كان في حالة من الازدراء الشديد عندما بدأت السعودية حربها على اليمن”. وأوضح أن نخبةً من كبار الضباط بقيادة العمليات الخاصة في الجيش الأميركي “رأت أن الحوثيين يشكلون قوة مضادة لتنظيم القاعدة في اليمن”، فيما ذهب بعضهم إلى حد الدعوة إلى دعم الحوثيين. كذلك أشار بيري إلى أن أحد الضباط كان قد أخبره “أن الحوثيين كانوا شركاء أميركا خلف الكواليس في محاربة تنظيم القاعدة”.

كما نقل الكاتب على لسان أحد الضباط في القيادة الوسطى للجيش الأميركي، كان قد توقع أن سبب عدم قيام الرياض بإبلاغ واشنطن عن خططها تجاه اليمن، هو إدراك القادة السعوديين بأن المسؤولون الأمريكيين كانوا سيعبرون صراحةً عن رأيهم، وهو أن الفكرة سيئة”.

بيري اعتبر أن معاناة السعودية في اليمن “دقت أجراس الإنذار” في واشنطن، وأشار إلى أن فريق الأمن القومي في إدارة ترامب بدأ بعقد اجتماعات مع خبراء مختصين بقضايا الشرق الأوسط؛ لبحث سبل إخراج السعودية من مأزقها في اليمن. وأضاف بأن هذه الاجتماعات نظّمها مستشار الأمن القومي الأميركي آنذاك “H.R McMaster” وفريقه، وبأنها جرت بعيداً عن الأضواء، وتزامنت مع تراكم التقارير الاستخباراتية التي حذرت من أن “التدخل السعودي في اليمن يضع استقرار النظام السعودي في خطر على المدى البعيد”. كما قال إن المنافسين لولي العهد محمد بن سلمان داخل الأسرة الملكية السعودية استخدموا الأزمة اليمنية لتقويض منصبه.

هذا ونقل الخبير العسكري عن مسؤولٍ رفيعٍ في البنتاغون قوله إن إدارة ترامب توصلت لخلاصتين، الأولى هي أن “الأمور ليست على ما يرام داخل العائلة المالكة في الرياض”، والثانية هي “ضرورة قيام الولايات المتحدة بإجراء محادثات مع الحوثيين من أجل وقف الحرب”. ولفت إلى أن وزارة الخارجية الأميركية قامت بإيفاد مساعد وزير الخارجية الأميركي “David Schenker” إلى الرياض في وقت سابقٍ من الشهر الجاري؛ بُغيةَ الضغط على القادة السعوديين للمشاركة بالمحادثات المحتملة بين واشنطن والحوثيين في سلطنة عمان.

الكاتب لم يغفل التعقيب على الهجمات “الحوثية” التي استهدفت منشآت النفط السعودية منتصف الشهر الجاري، قائلاً إنها “أثارت مخاوف كبيرة لدى البيت الأبيض”. ونقل عن مسؤولٍ رفيع المستوى في البنتاغون حديثاً أكد فيه أن الاستراتيجية التي اعتمدتها الإدارة الأميركية بعد الهجمات على منشآت النفط السعودية ارتكزت على التصعيد الكلامي بشكلٍ رئيسي.

كذلك نقل عن نفس المصدر قناعته بأن واشنطن وطهران تخوضان شكلاً من أشكال الحرب بالوكالة، في كل من اليمن والسعودية والعراق وسوريا ولبنان، إضافةً للمياه الخليجية. منذ أيار/مايو 2018،عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران. ولفت بيري أن ذلك تزامن مع قرار إيران تعزيز دعمها “لوكلائها” في المنطقة، ما أدى إلى قيام الطائرات الإسرائيلية بقصف “قواعد إيرانية” في كل من سوريا ولبنان والعراق. كما أشار إلى أن “حسابات طهران الجديدة” تقوم على أن “أي ضربةٍ أميركيةٍ على إيران يجب أن تأخذ بالحسبان عمليات رد عدة”، تؤدي إلى مواجهة بين إيران وحلفائها من جهة، وأميركا و حلفائها من جهة أخرى.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: