الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة20 سبتمبر 2019 23:47
للمشاركة:

بعد هجمات بقيق وخريص… ما هي السيناريوهات المحتملة لمستقبل التوتر الأميركي الإيراني؟

ما هي السيناريوهات المحتملة لمستقبل التوتر الأميركي الإيراني؟

لا تزال المشاورات الأميركية – السعودية، بمشاركة حلفاء آخرين من الخليج مستمرةً لدراسة الردود الممكنة على هجمات حركة أنصار الله (الحوثيين) “عصب النفط السعودي” منشأتي بقيق وهجرة خريص. ورغم إعلان “أنصار الله” رسميًا مسؤوليتها عن الهجمات، بادرت السعودية إلى اتهام إيران ليس فقط بالوقوف خلفها، بل وبانطلاق الأسلحة المستخدمة فيها من الأراضي الإيرانية.


الرئيس الأميركي دونالد ترامب صرّح لقناة “فوكس نيوز” بأنّه من الممكن أن “يوجه ضربةً قويةً جداً لإيران”، معتبراً أن “حل الأزمة مع إيران قد لا يتم عبر الطرق السلمية”. وكان وزير الخارجية محمد جواد ظريف،  قد هدد في مقابلةٍ مع شبكة “سي إن إن” الأميركية، قائلاً: إن توجيه أي ضربةِ عسكريةِ لبلاده سيفجر “حرباً شاملة”. التصريحات التصعيدية بين واشنطن وطهران ليست جديدة، وفي الأزمة الأخيرة يعود باب السيناريوهات المحتملة لتطوّر هذه التصريحات ليفتح مجددًا، فما هي أبرز هذه السيناريوهات؟

  • ضرب العمق الإيراني عسكرياً وإلكترونياً

ويقوم هذا السيناريو على توجيه ضربات أميركية مدروسةٍ ودقيقةٍ لمنشآت النفط الإيرانية، أو لجوء واشنطن إلى شن هجماتٍ إلكترونية ضد مواقع بعض المؤسسات الحيوية في إيران كالمنشآت النووية، والكهرباء، والماء، وبعض الوزارات الهامة. 
قد يبدو هذا السيناريو مستبعداً، في ظل عدم إحاطة واشنطن الكاملة بمستوى القدرات العسكرية  الإيرانية، ومدى استعدادها لنقل الصراع لحربٍ أشمل في حالة الرد. وكانت طهران قد أعلنت أن أي عدوانٍ ضدها سيقابل بردٍ قاسٍ وفوري، و”لن يقتصر على مصدر التهديد فقط”، بحسب الرسالة الموجهة إلى الإدارة الأميركية عبر السفارة السويسرية في طهران التي ترعى مصالح أميركا هناك، وبعد صمت أميركا على إسقاط إيران لطائرتها المُسيّرة، في حزيران/ يونيو الماضي.

  • استهداف أذرع إيران الإقليمية

يبرز خيار توجيه أميركا ضربات محدودة ضد معاقل حلفاء إيران في الإقليم كأكثر الخيارات منطقيةً في الإمكانية والتطبيق، وتعدّ مواقع الحشد الشعبي العراقي، الهدف الأبرز للضربات المتوقعة، إذ غمزت السعودية من قناة الحشد في الساعات الأولى عقب الهجوم، من خلال بيان وزارة الدفاع الذي جاء فيه: “الهجوم الإرهابي تم بواسطة 7 صواريخ كروز و18 طائرة مسيرة، جاءت من الشمال وليس من الجنوب حيث اليمن” أي من العراق أو إيران.

وهنا قد لا تقف إيران متفرجةً في حال استهداف حلفائها، كما توعّد قادتها السياسيين والعسكريين منذ البداية. وتبدو عواقب هكذا خيار غير واضحة أيضاً.

  • الخيار الدبلوماسي

ما زال الباب موارباً أمام الدبلوماسية، في ظل الحراك الدبلوماسي الفرنسي، والمقترحات الروسية، وهي خطوات قد تلعب دور طوق النجاة لجميع الأطراف من احتمال تدهور الأوضاع إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
ويجهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دبلوماسياً وبشكلٍ مستمر منذ تموز/ يوليو 2019،  في احتواء الأزمة القائمة، مع تأجيل النقاش حول الملف النووي الإيراني إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية العام المقبل.
كما يمكن أن يُشكل عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تزويد السعودية بمنظومات الدفاع الجوي “صواريخ إس 400″، التي تتصدى للطائرات المُسيّرة، مظلةً عسكريةً مناسبةً للسعودية، ما يسهم في توازن القوى في المنطقة، وتأجيل الاشتباك المباشر.

  • فرض حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية

أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون،  يوم الأربعاء، بأن اتفاقاً أميركياً بريطانياً قد تم على “ضرورة أن يكون هناك رد دبلوماسي موحد من جانب الشركاء الدوليين ضد من يقف خلف الهجمات على أرامكو” من دون الكشف عن ماهية ذلك الرد أو توقيته. يبدو أن الرد الدبلوماسي بفرض المزيد من العقوبات القاسية على إيران، وهو ما جرى يوم الجمعة بالفعل، حيث فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوباتٍ جديدة على البنك المركزي الإيراني، وصندوق التنمية الوطنية، إضافةً إلى شركة “اعتماد تجارت بارس”، “لدور هذه المؤسسات في تمويل أنشطة الحرس الثوري وفيلق القدس ووكيله حزب الله” وفق تعبير وزارة الخزانة الأميركية.
إيران بدورها قلّلت من شأن هذا النوع من العقوبات، رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة. مدير مصرف إيران المركزي عبد الناصر همتي بقوله: “الاقتصاد الإيراني أثبت مرونته في وجه العقوبات، وفرض العقوبات مجدداً دليلٌ على أنه لم يعد بيد واشنطن ما تفرضه من حظر”. تصريحات همتي هذه  قد تدفع بالخصم السعودي للضغط على واشنطن، لاتخاذ خطوات أكثر قسوةٍ ضد إيران.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: