الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 أغسطس 2019 05:27
للمشاركة:

الإيرانيون يغردون تحت هشتاغ #يزدي_لاريجاني… ما القصة؟

تشهد منصات التواصل الاجتماعي في إيران منذ أيام جدلاً واسعاً، أطلق شرارته رجل الدين الإيراني محمد يزدي، عندما هاجم رئيسَ الجمهورية حسن روحاني، وآية الله علوي بروجردي، ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام صادق آملي لاريجاني، حيث خاطب يزدي روحاني داعياً إياه إلى “مغادرة منصبه إن لم يتمكن من إدارة البلاد”، أما بروجردي فقد توعده يزدي “بالتحدي في حال أُعلن عنه (بروجردي) مرجع تقليد”.
هذا الدعوة التي وجهها يزدي لروحاني، والتهديد الذي أرسله لبروجردي لم يلقيا اهتماماً بالقدر الذي لقيه الهجوم الذي شنّه يزدي على لاريجاني، لارتباط هذا الهجوم بسلسلة أحداث بدأت منذ أن تسلّم إبراهيم رئيسي مهامه رئيسًا للسلطة القضائية الإيرانية، بعد تعيين صادق آملي لاريجاني رئيساً لمجمع تشخيص مصلحة النظام، عقب وفاة رئيسه محمود الهاشمي الشهرودي.
وبمجرد أن باشر إبراهيم رئيسي عمله على رأس السلطة القضائية الإيرانية، حتى تقدمت حركة “الساعون للعدالة” بطلب يقضي بمتابعة قضايا الفساد ومحاسبة صادق آملي لاريجاني، والرئيس السابق لهيئة التفتيش في مكتب المرشد الإيراني علي أكبر ناطق نوري، لتورطهم بملف فساد مالي متعلق بأراضي “كلاك” التي بنيت عليها مدينة باستي هيلز الفخمة.
السلطة القضائية لم تعلق على طلب حركة “الساعون للعدالة”، لكنها قامت الشهر الماضي باعتقال أكبر طبري مساعد آملي لاريجاني، متهمةً إياه بالتورط في قضايا فساد. حادثة الاعتقال تلتها إشاعة تداولتها مواقع الكترونية إيرانية مفادها أن لاريجاني أرسل للمرشد الإيراني علي خامنئي رسالة يخبره فيها أنه “سيهاجر إلى مدينة النجف في العراق كونها مسقط رأسه في حال استمر اعتقال طبري”، بيد أن مجمع تشخيص مصلحة النظام فنّد هذه الإشاعة بعد ساعات من سريانها في الأوساط الإيرانية، وبرغم ذلك فإن الهجوم على آملي لاريجاني في الإعلام الإيراني لم يتوقف، كما وأنه انتقل لشاشات تلفزة رسمية، حيث جرت الأسبوع الماضي استضافة إعلاميين لهم قضية سابقة مع لاريجاني، فذُكر اسمه خلال اللقاء كشخص غير منصف حاول أثناء توليه السلطة القضائية توريطهما بتهم كبيرة لصرفهم عن متابعة قضايا الفساد.
محمد يزدي رجل الدين الإيراني المعروف بسرعة غضبه، لم يفوت تلك الأحداث فهاجم صادق آملي لاريجاني قائلاً إن “وجودك غير مؤثر في قم فكيف سيكون برحيلك الى النجف، هل بنيتم القصور بأموال الحوزة الدينية ام ورثتها عن ابيك”، هذا الهجوم قابله لاريجاني برسالة مطولة حملت تلميحات لكل الأطراف، عبّر عنها بالقول “صدري خزانة أسرار”، كما أوضح خلال الرسالة أن مجلس خبراء القيادة تغاضى عن كلام كثير لمحمد يزدي احتراما لسنه. لكن الموقع الالكتروني لمجمع تشخيص مصلحة النظام أزال هذه الرسالة قبل ساعات، وقد تشي هذه الخطوة بمبادرة غير علنية لحل هذا النزاع، وقد سبق ذلك دخول آية الله أحمد جنتي على خط الأزمة كونه رئيس مجلس خبراء القيادة الذي يجمع تحت مظلته يزدي ولاريجاني، فوضع جنتي هذا الجدل ضمن الخلافات الحوزوية. بيد أن بعض التحليلات قرأت هذا الخلاف العلني في سياق المعركة الحقيقية التي تدور رحاها داخل مجلس خبراء القيادة على خلافة المرشد الحالي علي خامنئي.
الشارع الايراني انقسم بين متأسف لما يحدث من تقاذف تهم علني، وبين مستهزئ بسلك القضاء الذي توالى عليه الشخصان المتنازعان لمدة ٢٠ سنة (كلاهما كان في منصب رئيس السلطة القضائية لسنوات)، وقد برز هذا الانقسام في وسائل التواصل الاجتماعي الذي انتشرت فيها الآراء الخاصة بهذا الجدل تحت هشتاغ #يزدي_لاريجاني، فكتب سیدتاج الدین ایزدگشب ” الخلاف بين العلماء هو ما يريده العدو”

https://twitter.com/taj_izadgashb/status/1163354597253156864?s=08

بينّما تساءل عبدالله مومني “کم من الظلم ألحق الإثنين خلال توليهما مقاليد السلطة القضائية خلال ٢٠ عام”.

لم يغب عن الهشتاغ تغريدات متضامنة مع صادق آملي لاريجاني، حيث اعتبر Behnam Gholipour أن “هجوم يزدي على لاريجاني غير مسبوق وكأن جميع اركان النظام اتفقت على إنهاءه”.

علي اكرمي تفاعل مع الحدث بطريقة التفافية خوفاً من التبعات، فكتب: “السيد املي لاريجاني رد برسالة على الشيخ محمد يزدي، اذا قمت بإعادة نشرها على التويتر سأحاكم بالحبس لسنة بتهمة الدعاية ضد النظام، لكنها لطيفة اذهبوا واقرأوها”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: