هل بايع الحوثيون خامنئي إماما؟
عاد المرشد الإيراني علي خامنئي ليكسر بروتوكولاته الخاصة باستقبال الشخصيات الزائرة لطهران، فبعد أن استضاف قبل أسابيع قليلة الرجل الثاني في حركة حماس الشيخ صالح العاروري، ها هو بالأمس يعود ويستقبل الناطق باسم حركة أنصار الله اليمنية محمد عبد السلام الذي حلّ ضيفاً على طهران لأول مرة منذ بداية الحرب السعودية على اليمن.
لم يشترك اللقاءان المنفصلان اللذان أجراهما خامنئي مع وفدي حركتي حماس الفلسطينية، وأنصار الله اليمنية في كسرهما لبروتكول المرشد الخاص، وإنّما تقاطعا في أن كلاً من الوفدين سلّم المرشد الإيراني رسالة خاصة موجهة إليه من زعيم الحركة، وقد ظهر خامنئي في كلا اللقاءين وهو يقرأ نص الرسالة.
الاجتماع ضم إلى خامنئي وعبد السلام، قياديين آخرين من الحوثيين ومستشار المرشد للشؤون الدولية علي ولايتي ومدير مكتب المرشد محمد غلبيغاني.
لا يمكن حصر دلالات اللقاء في الشكل كما ذهب بعض المحللين، فلا يمكن القفز عن التوقيت الذي جاء فيه، فضلاً عن المضمون الذي تم الإعلان عنه بعد انتهاء الاجتماع بين الطرفين.
من ناحية التوقيت، فإن زيارة عبد السلام لإيران سُبقت بلقاءات إماراتية – إيرانية في العاصمة طهران، كما أنها جاءت بعد إعلان القوات المدعومة من الإمارات سيطرتها على عدن جنوبي اليمن، منهيةُ بذلك تواجد القوات العسكرية المدعومة من السعودية.
وقد علّق المرشد خامنئي على هذا الصراع المستجد بين حلفاء الأمس قائلاً إن السعوديين والإماراتيين يسعون إلى تقسيم اليمن وارتكبوا جرائم كبيرة فيه، لكنهم لن يصلوا الى نتيجة، على حد قوله.
وفي هذا السياق كشف رئيس اللجنة الثورية العليا في حركة أنصار الله محمد علي الحوثي عن أسباب تواجد وفد الحركة في طهران، حيث غرد متسائلاً عما اذا كانت “دعوة الوفد إلى إيران لبحث ما تم الاتفاق عليه مع الإمارات؟”.
أما من جهة المضمون فقد خاطب رئيس الوفد خامنئي قائلا “إننا نعتبر ولايتكم امتداداً لخط نبي الإسلام (ص)، وولاية أمير المؤمنين (ع)”، مضيفاً أن مواقف خامنئي “في دعم الشعب اليمني المظلوم تمثل امتداداً لخط الإمام الخميني.”
رجل الدين الإيراني المقرب من بيت المرشد كميل باقر زاده، سارع ليفسر ما ورد في رسالة الحوثي عن الولاية، فغرد على تويتر قائلاً إن “عبد الملك الحوثي أرسل ليبايع نصرالله كإمام لأن الزيدية يعتقدون أن الإمام الى جانب كونه علوياً فاطمياً يجب أن يكون قائماً بالسيف، فكان رد نصرالله أن البيعة بدل بيروت يجب أن تكون في طهران، وبيعته أي نصرالله في يد سيد آخر أي خامنئي”.
وأوضح باقرزاده أن الحادثة أعلاه وقعت قبل أعوام لكن زيارة الوفد واشارة عبد السلام إلى مسألة الولاية تربط بينهما.