الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة23 يوليو 2019 09:30
للمشاركة:

حركة حماس في ضيافة المرشد الإيراني… ماذا ناقش الطرفان في اللقاء الأول منذ 7 سنوات؟

لم تجرِ العادة في إيران أن يستقبل المرشد الإيراني علي خامنئي كل الضيوف الرسميين الذين يزورون طهران. فاللقاء مع الرجل الأول في إيران لا يحدث إلا إذا كان الزائر رجلاً أول في الدولة أو الجهة التي يمثلها. لكن قادة الفصائل الفلسطينية مُستثنون من هذا العرف الدبلوماسي الإيراني، وقد ظهر هذا الاستثناء مجدداً في اللقاء الذي جمع المرشد الإيراني علي خامنئي بوفد رفيع من حركة حماس ترأسه نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الشيخ صالح العاروري. لقاء هو الأول بين وفدٍ من حماس والمرشد بعد مرور أكثر من سبعة أعوام على اللقاء الأخير بين الطرفين، والذي جاء في حينه أثناء زيارة اسماعيل هنية لطهران أثناء احتفالها بالذكرى الثالثة والثلاثين لانتصار الثورة الإيرانية. هذه الزيارة التي بدأ بعدها مسار الفتور في العلاقات بين الحركة وطهران على إثر تزامنها مع بداية خروج حركة حماس من سوريا بسبب الأزمة الداخلية التي بدأت في آذار / مارس 2011، الأمر الذي أسهم بدوره في انقطاع زيارات حماس رفيعة المستوى لطهران. هذا الانقطاع ما بين عامي 2012 و 2017 لم يخلو من محاولات لترتيب زيارة لرئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس آنذاك خالد مشعل إلى طهران، لكن تلك المحاولات كانت تصطدم بعدم وجود ضمانات إيرانية باستقبال المرشد الإيراني لمشعل أثناء وجوده ضيفاً في إيران.
الموقف الإيراني من حماس في ذلك الوقت كان منقسماً بين تيار يدعو لفتح صفحة جديدة مع حماس، وآخر يربط العلاقة مع حماس بعلاقة الأخيرة مع دمشق. بموازاة ذلك كانت حماس تعيش حالة انقسام في الموقف من إيران ما بين خط يُعارض العلاقة مع إيران نتيجة موقف طهران من الربيع العربي، وآخر يرى أن العلاقة مع إيران حتمية، لأنها شريان حياة للجناح العسكري للحركة.
التأزم في الموقف بين حماس وطهران استمر إلى أن حسمت قيادة حماس المُنتخبة عام 2017، الموقف بين الخطين المتباينين. في المقابل، استطاع التيار البراغماتي الإيراني تعزيز رؤيته الداعية لملاقاة الموقف الحمساوي المتجه نحو علاقات جيدة مع إيران، وقد بدأت بوادر المسار الجديد للعلاقة بين الطرفين تظهر من خلال زيارات متتابعة لوفود الحركة إلى طهران، وبرغم أن العاروري كان على رأس تلك الوفود منذ انتخابه نائباً لرئيس المكتب السياسي صيف 2017، إلا أن تلك الزيارات لم تتضمّن برامجها اجتماعات مع المرشد الإيراني علي خامنئي. وبحسب مراقبين فإن الآمال التي كانت معقودة على خروج رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية من غزة في جولة عربية وإسلامية هي ما أجّل اللقاء بين خامنئي وحركة حماس.
تعثر خروج اسماعيل هنية من غزة، والفترة الطويلة نسبيًا بعد آخر اللقاءات مع خامنئي، دفعا باتجاه ترتيب هذه الزيارة التي جاءت في “لحظة تاريخية تمر بها الأمة الإسلامية”، وفق تعبير ممثل حركة حماس في طهران خالد القدومي، الذي كشف لـ “جاده إيران” عن أن وفد حماس بحث مع المرشد خامنئي ثلاثة ملفات. أولها ملف القدس وكيفية مواجهة التهويد الذي تتعرض له المدينة. القدومي أكد أن “مسألة القدس حظيت باهتمام كبير من المرشد خامنئي”. ثاني الملفات وفق القدومي كان “الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث شكرت حماس الجمهورية الإسلامية على جهودها في الدفاع عن شعبنا المحاصر في القطاع”.
أما في الملف الثالث من المباحثات، فكان “حول هموم الشعب الفلسطيني ومعاناته في الشتات”، وفي هذا السياق يقول القدومي، إن “وفد الحركة استعرض مع المرشد الإيراني تفاصيل الحياة المأساوية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في أماكن لجوئهم”.
وعن هدف اللقاء أوضح القدومي أن “الأزمات الحقيقية التي تعيشها الأمة الإسلامية تدفع لتوحيد الجهود لمواجهة العدو”، وأشار في الوقت نفسه إلى “إيمان حركته بأن الوحدة هي السبيل الوحيد لموجهة أعداء الأمة”. القدومي أكد أن “حماس استنكرت وأدانت الحصار الدولي الذي فُرض على إيران”، وأشار إلى أن “الجمهورية الإسلامية هي التي وقفت أكثر من غيرها في صف فلسطين على مدار الأربعين عاماً الأخيرة”. القدومي علّق على تصريح المرشد الذي قال فيه إن “حماس في قلب فلسطين كما أن فلسطين تقع في قلب العالم الاسلامي”، فرأى بأنّ “هذا التصريح يُدلل على حجم العلاقة الاستراتيجية بين حركة حماس والجمهورية الإسلامية الإيرانية” وفق تعبيره.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: